لابد لنا من لحظة نفارق فيها الاهل و الخلان..نغادر فيها إلى دار هي بالنسبة لنا منتهى القرار..
فيا أيها القلب مالك لا تعود؟
أهو السواد بالمعاصي قد غطاك؟ أم هي القسوة قد احالت سويدائك قطعة صماء لا تؤثر فيها مناظر المغادرين إلى دار البقاء؟
أيها القلب مالك لا تجبني؟
ألم ترى مناظر المغادرين؟
ألم تشتق بعد الى مناظر التائبين و دموعهم تجري على خدودهم؟؟
آه... يا لتلك الدموع! كم أحن إليها تجري تجري على خدي..؟
كم أحن إلى تلك السجدات و الركعات في هزيع الليل الآخر...؟
فقد طال الليل و طال مني الانتظار و النفس مني تحترق على ضياع عمري...
أيها القلب...كم أنت قاس!
أجبني ايها القلب؟
اتسمعني؟! أم أنك آثرت الصمت على مواجهة الحقيقة الغائبة عنك..؟
الحقيقة التي لابد فيها من الوداع الأخير..
فكم ضاعت بسبب قساوتك من اوقات في غير الطاعات؟!
وكم هوٌنت علىٌ في حياتي مقارعة اللٌذات و المحرمات
آه ... ما أقساك!
و سيأتي عليك يوم لتذوب من فرط الأهوال عليك... لتذوق مرارة الندم... إن لم تعُد.
فمتى العودة... فمتى العودة... فمتى العودة أيها القلب؟
اللهم يا سميع يا مجيب الدٌعاء, ارزقني قلبا خاشعا ذاكرا لا تلهيه الهموم ولا تقطع سعادته الغموم...
اللهم ارزقني السعادة و لذُة الطاعة و
لذٌة النظر إلى وجهك الكريم هناك ... حيت لا عين رأت و لا أذن سمعت ولا
خطر على قلب بشر... آمين