أغلق دون الإعلان
بخيبة أمل عاد يوسف علوان مصطحبًا أمه المريضة إلى منزلهما بعدما تفاجئوا بإغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح البري مع جمهورية مصر العربية صباح السبت دون سابق إنذار.
وعبر علوان الذي كان من المقرر أن يغادر برفقة والدته إلى مصر لاستكمال إجراءات علاجها، عن صدمته لهذا الإغلاق المفاجئ دون الإعلان المسبق.
وتفاجأ مئات الفلسطينيين الذين كان من المقرر لهم أن يغادروا قطاع غزة حسب الآلية المعتادة، بإغلاق المعبر بشكل كامل بعد وضع أعمدة خشبية "سقالة" على امتداد البوابتين المصريتين التي يمر عبرهما المغادرين والقادمين للقطاع.
ويقول علوان لصفا "خرجنا صباح اليوم للمعبر وانهينا كافة الإجراءات، ومن ثم استقلينا الحافلات وانتظرنا أمام البوابة المصرية حتى يتم فتح المعبر كالمعتاد بالساعة المحددة لكن الأمر طال ولم يفتح المعبر".
ويضيف "كان من المفترض أن تقوم السلطات المصرية بالإبلاغ أنها لا تريد فتح المعبر اليوم بدلاً من تركنا نأتي ونتعذب ومن ثم تغلقه بوجوهنا، علاوة على تجاهلها لنا، وعدم تقديم أي مبرر مُقنع أو واضح لإغلاق المعبر بهذه الصورة".
ويلفت علوان إلى أنه كان يتوقع بعد قدومه للمعبر أن يرى التحسينات التي وعدت بها مصر قائلاً:" كنت أتوقع بأننا سنشهد تسهيلات كبيرة وراحة بالسفر وبشكل أفضل من العهد القديم، لكن كما هو واضح بأن الأمر ازداد سوءاً".
ودفع تأخر فتح البوابة المصرية أمام حركة التنقل في ظل الحر الشديد من جانب المسافرين المتواجدين داخل الحافلات المصطفة خلف بعضها وتجاهل السلطات المصرية لهم من جانب أخر، إلى النزول والتظاهر أمام البوابة المصرية واختراقها مُطالبين بفتح المعبر.
وهتف المتظاهرون الذين منعوا من الوصول للصالة المصرية بعد تدخل قوات الأمن المصرية قبل أن تتدخل قوات الأمن الفلسطينية، "واحد أثنين شباب الثورة فين"، و"الشعب يريد فتح معبر رفح"، و"الشعب يريد إسقاط الحصار" وغيرها من الهتافات، لكن دون جدوى.
مرجعة ثلاث مرات
وعلى بُعد أمتار من الشاب علوان جلست المواطنة رهام أبو جزر التي تحمل الجنسية المصرية، فوق أمتعتها حاملة بيدها طفلها المريض وطفلتها الصغيرة التي كانت تبكي ارتفاع حرارة الجو.
وقالت "قدمت قبل عدة شهور لزيارة أهلي في غزة ومن ثم العودة مُجددًا لبيتي بمصر، لكنني تفاجئات بصعوبة كبيرة بالعودة على خلاف ما كنت أتوقع"، مشيرة إلى أنها تأتي مُنذ الأربعاء المُنصرم ولم يُحالفها الحظ حتى اليوم، وكلما تأتي يتم إرجاعها لبطء الحركة.
أما الحاجة أم خليل قزعاط التي تنتظر قدوم أبنيها من المملكة العربية السعودية والتي لم تراهم مُنذ حوالي ست سنوات، وقفت بجوار الجنود المصريين تنتظر بترقب على البوابة المصرية وصول أبنائها ، وقد بدا عليها التعب والإرهاق.
وتقول أم خليل " نشكر المصريين على وقوفهم بجوارنا ونشكر الثورة، ويبقى المصريون أشقائنا، لكن لا يجوز ما يحدث على المعبر، فنحن ننتظر ساعات طويلة لاستقبال أقاربنا، ونفس الشيء بالنسبة للمسافرين، فمن المفترض أن يكون المعبر مفتوح في كلى الاتجاهين دون عوائق".
وأصدر المسئولون المصريون على المعبر بعد حالة الغضب للمتظاهرين الفلسطينيين أمام البوابة المصرية قرارًا بفتح المعبر أمام حركة القادمين مشيًا على الأقدام لعدم تمكن وصول الحافلات للجانب المصري بسبب الأعمدة الخشبية التي تُعيق دخولها.
كما اقترحت دخول الفلسطينيين لمصر بنفس الطريقة وهذا ما رفضه الجانب الفلسطيني الذي شدد حرصه على كرامة المسافر.
قرار مُفاجئ
بدوره أوضح مدير شرطة معبر رفح المقدم سلامة بركة أن طواقم العمل في معبر رفح حضرت اليوم للعمل كالمعتاد، كما حضر المواطنون في مواعيد سفرهم ليُفاجأ الجميع بعدم فتح البوابة المصرية مع بدء ساعات العمل المقررة.
وأشار إلى أن هذا الأمر أدى إلى تكدس المواطنين أمام البوابة المصرية مما دفعهم بعد طول انتظار إلى الاحتجاج والاعتصام أمام البوابة.
وأشار بركة إلى أن حالة من الاحتقان والتوتر سادت المسافرين مما دفعهم لاقتحام بوابة المعبر مرددين شعارات الإخوة والوحدة بين مصر وفلسطين.
وأضاف "بعد ذلك حضر أحد المسئولين من الجانب المصري وأبلغنا أنه سيتم فتح المعبر بشرط دخول المسافرين فردًا فردًا على الأقدام وهو ما رفضناه".
وقال بركة "نحن حتى الآن على اتصال مع الجانب المصري وسنعمل على حل المشكلة القائمة والأمور تحت السيطرة وهناك تواصل مستمر لإيجاد حلول بديلة".
هـ ش/ط ع (20:02) 2011-06-04
عدد المساهمات
نقاط
الأحد يونيو 05, 2011 12:01 am
